الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

سحابة ممطرة




نظرت إلى السماء هذه سحابة ممطرة تمر في سمائها تمنت أن تنزل قطرات المياه من تلك السحابة فتغسل همومها وقبل أن تنهى أمنيتها لامست وجهها قطرة ماء هربت من تلك السحابة، نزلت وحدها لتواسى وحدتها وتغسل جزء من همومها، اختلطت قطرة الماء بدمعة سقطت من عينيها وألتقتا على خدها وشكت الدمعة الحزينة لقطرة الماء وأوضحت حالة صاحبتها الوحيدة جاءت إلى الدنيا في ظروف قاسية عوقبت على أخطاء لم ترتكبها تم عزلها عن العالم لسبب لم تعرفه، كانت علامة الشؤم لأسرة لم تحبها قط ولم تعطها الحنان والاهتمام والرعاية التى تعطى لطفلة في عمرها، هى إحدى أبناء أسرة مات عائلها الوحيد بعد مشاجرة مع أمها بسبب قسوتها الشديدة في عقابها، وعلى أثرها خرج غاضباً لتتلاقاه يد القدر وتنهى حياته وتكتب معها أخر سطر في حياة طبيعية ربما كانت ستعيشها لولا هذه الحادثة، أصبحت الأم وحشاً مفترساً تقوم بإيذاءها وعقابها في اليوم الواحد ألف مرة على تسببها في مقتل والدها، تضاعفت قسوة الأم مع ضيق الظروف المادية وقسوتها على أسرة بلا عائل لدرجة جعلتها تتمنى اللحاق بوالدها ومع قسوة الأم أصبح أخوتها يعتبرونها سبباً في قتل والدهم ربما عوقب قاتله الحقيقى وفك حبسه أما هى فلا ظلت تعاير بأنها علامة شؤم لهذه العائلة وظلت وصمة موت والدها بسببها تلاحقها، كانت الأسرة لا تكف عن الدعاء عليها باللحاق بوالدها وكانت هى تؤمن سراً على دعائهم حتى تستريح مما هى فيه اتجهت لربها لتستغيث حاولت الدفاع عن أبسط حقوقها في الحياة وعوقبت على ذلك أيضاً وكأن جلاديها مغتاظون من صبرها ونجاحها في الحياة، واليوم فقدت خطيبها وزوج المستقبل رحل وأرسل في طلب دبلته، السبب هو أنها مصدر شؤم كما أخبره أخوتها فقد مات والده بعد خطبتها لخطيبها وما فتىء أن انتهت مراسم العزاء حتى تحدث أخوتها عن أنها كانت سبباً في موت أبيها ، تغير الخطيب والحبيب عزم على فسخ الخطبة، كانت تأمل معه الخلاص وأن تعيش كما يعيش البشر حياة طبيعية مع شخص يكن لها الحب، لم تسمع يوماً في حياتها كلمات أفظع مما قيل لها من أمها وأخوتها الذين اتهموها بأنها السبب في كل ما حدث وما لبثت الشائعات أن انتشرت بين المعارف والأصدقاء والجيران عن كونها شؤماً عزلت نفسها داخل شرنقة الحزن تريد أن تعبر عن ما تشعر به ولا تجد من يصغى ، النهاية ليست سعيدة أو ربما كانت سعيدة بالنسبة صدمتها سيارة وهى تمشى ساهمة غير مدركة لما حولها سمعتها من الجميع في المستشفى كانت شؤم حتى على نفسها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق