الجمعة، 7 مارس 2014

عش فى حدود يومك



دى صفحة جديدة هاستعرض فيها كتاب عاجبنى جداً اسمه دع القلق وأبدأ الحياة تأليف ديل كارينجى وتقديم ممدوح الشيخ، وهاخد منها مقتطفات واستعرضها لكم يمكن تقرها وتستفيدوا منها وتنفعكم نبدأ بقى يلا بينا
الحلقة الأولى(عش فى حدود يومك)
كلانا أنا وأنت نقف فى ملتقى طريقين خالدين: ماض كبير ذهب بلا عودة ومستقبل مجهول يتربص بكل لحظة من الحاضر، ولسنا قادرين "ولو بجزء من الثانية" على أن نعيش فى أى منهما ، وإذا حاولنا ذلك لم نحصد إلا تحطيم أجسادنا وعقولنا، فلنرض إذن بالعيش فى الحاضر الذى لا نستطيع أن نعيش إلا فيه نعيش إلى أن يحين أوان النوم لقد كتب الروائى الكبير روبرت لويس ستيفسون:
"كل إنسان يمكنه حمل عبئه -مهما كان ثقيلاً- حتى يأتى الليل ، وكل إنسان يمكنه إنجاز يوم عمل واحد مهما كان صعباً. وكل إنسان يستطيع أن يعيش قرير العين ، صابرا، محباً، حتى تغرب الشمس.هذا فى الحقيقة كل ما يبتغيه من الحياة"
وتحكى السيدة سيلدزقصتها قائلة:
توفى زوجى فحزنت بشدة، بالإضافة إلى فقر مدقع وجدت نفسى أعانيه. كتبت إلى رئيسى السابق صاحب شركة روش كارلر فى مدينة كانساس أطلب وظيفة واستطعت الحصول على وظيفتى السابقة وهى بيع الكتب للمدارس الريفية والداخلية مقابل عمولة. كنت قد بعت سيارتى بسبب مرض زوجى لكننى دبرت بعض المال كمقدم لسيارة مستعملة وعدت لبيع الكتب من جديد، وكنت أظن أن عودتى للعمل ستقضى على بعض أحزانى، لكن خاب تفاؤلى.
واضطرنى العمل للارتحال إلى بلدة فرساى وهناك استشعرت الوحدة والاكتئاب حتى فكرت جديا فى الانتحار بدا لى أن استمرار حياتى على هذا النحو مستحيل، فكنت أخشى كلك أن تتدهور صحتى ولا أجد علاجاً وما منعنى من الانتحار شيئان:تخيل درجة حزن شقيقتى والعجز عن توفير تكاليف جنازتى.
وذات يوم قرأت مقالا أخرجنى من هذه الوحدة ومنحنى القدرة على مواجهة الحياة وسأظل شاكرة لهذه الجملة التى قرأتها فى هذا المقال"ليس اليوم إلا حياة جديدة لمن يعقلون"وفوراً كتبتها على الألة الكاتبة ووضعتها على زجاج سيارتى أمام عجلة القيادة لأراها طوال قيادتى السيارة، لقد علمتنى هذه العبارة أن أعيش كل يوم بيومه وأن أنسى الأمس ولا أفكر فى الغد،واستطعت التغلب على خوفى من المرض والحاجة.
أما إدوارد إيفانز فأوشك أن ينتحر قلقاً واكتئاباً قبل أن يدرك أن قيمة الحياة فى أن يحياها ، فقد نشأ إيفانز فقيراً معدما يكسب قوت يومه من بيع الصحف، وعمل كاتباً فى محل بقالة ثم مساعداً لمدير مكتبة، كل هذا وهو يعول 7أشخاص، ورغم أن أجر عمله الأخير كان قليلا فإنه كان يخشى الاستقالة منه خوفاً من أن يجوع هو ومن يعولهم، ومرت 8أعوام قبل أن يجد الشجاعة ليبدأ عملا مستقلا، وقد بدأه برأسمال مقترض 35دولاراً، لكنه أصبح يربح 20 ألف دولار سنوياً قبل أن تحل به نكبة، فقد أقرض صديقاً له مبلغاً كبيراً ثم أفلس، وفى أعقاب ذلك أفلس المصرف الذى يودع فيه إيفانز كل أمواله فأصبح مفلساً تماماً ولم تحتمل أعصابه كل ذلك، قال لى:
لم أستطع الأكل أو النوم وافترسنى المرض الذى جره على القلق ولا شىء غيره وأثناء سيرى أدركنى الإعياء وسقطت فى الشارع وحملنى الناس للمنزل وتفجر جسدى بثوراً مؤلمة حتى أن مجرد الرقاد فى الفراش أصبح محن صعبة، وكان هزالى يزداد يوما بعد يوم، وأخيراً قال لى الطبيب إننى لن أعيش أكثر من أسبوعين وصدقته وكتبت وصيتى وبقيت فى الفراش أنتظر النهاية المحتومة، وعندئذ لم يعد يجدى خوف أو قلق فاسترخيت ورحت فى نوم عميق، وكنت خلال الأسابيع الماضية قد نمت أقل من ساعتين، لكن مشكلتى أوشكت أن تحل بالموت استغرقت فى النوم كالطفل وبدأت متاعبى تختفى وعادت إلى شهيتى وازداد وزنى مرة أخرى، وبعد أسبوعين استطعت أن أمشى على عكازين ثم بعد 6أسابيع استطعت العودة للعمل، وكنت قبل مرضى أربح 20ألف دولار فى السنة لكننى الآن قانع بدخل 30دولار أسبوعياً ، ولقد وعيت الدرس فمحوت القلق من نفسى وركزت كل وقتى ونشاطى وحماسى فى عملى الجديد.
وقد تقدم إيفانز كثيراً فى عمله المتواضع وبعد سنوات قليلة أصبح مديراً للشركة التى يعمل بها"شركة إيفانز للإنتاج" وعندما توفى عام 1954كان من أنجح رجال الأعمال فى أمريكا، وقد أطلق اسمه على مطار فى جرينلاند تخليدا لذكراه، ومغزى القصة أن إيفانز لم يكن ليحرز هذا النجاح لو لم يتمكن من تطبيق قاعدة أن يعيش فى حدود يومه، وأن يمحو القلق من الماضى وعلى المستقبل.
وأنا بأقول بقى أن دى الصورة الأجنبية للموضوع أما الصورة المصرية فهى أكثر واقعية يعنى الناس اللى بتسكن العشوائيات وبياكلوا من على عربيات الفول وبيسرحوا يبيعوا مناديل ولبان ويتشعبطوا فى الأتوبيس ويزوغوا من الكمسرى عشان يهربوا من دفع النص الجنيه، واللى بيكملوا عشاهم نوم ويستنوا الحسنة من ده ولا ده كل دول أكيد كل همهم اليوم ده يعدى لا يهمهم امبارح اللى راح بهمه وبغمه ولا يهمهم بكرة اللى لسه فى عالم الغيب، وكمان الناس المصرية المؤمنة اللى عارفة أن ربنا الرزاق وأن رزقهم انكتب لهم قبل ما يتوجدوا هما كل دول ما بيفكروش إلا فى اليوم ده أنه يعدى وخلاص وعارفين أن فيه رب بينظم الكون وعندهم أمل ن ربنا مش هينساهم وهيكتب لهم الخير ولو كانوا كل اللى فى القصص السابقة كانوا هينتحروا من الخوف والقلق على ضياع شىء امتلكوه فالناس فى مصر مفيش عندها حاجة تخاف عليها على الأقل الغالبية العظمى أما اللى عنده مال وقصور وغيره فمش منطقى يقلق على ضياعهم وهو نفسه مش ضامن يعيش بكرة عشان يتمتع بيهم، والخلاصة خلينا نعيش النهاردة ونسيب بكرة لرب بكرة اللى منظم الكون دا كله وبيرزق الدود فى الحجر هيرزقنا وأحنا علينا السعى والعمل وربنا عليه الرزق والأمل وما بين الليل والنهار ربنا بيغير حال عن حال، وإن شاء الله يارب كل أيامكم خالية من الحزن والهم والقلق .  

الخميس، 27 فبراير 2014

منيوما



تزوجت منذ ثلاثة أعوام واعتبر جميع أفراد عائلتى أن زواجى معجزة بعد أن تم إدراج اسمى بشكل كامل فى قوائم العوانس، وخاصة أن العريس كان بمقاييس الجميع لقطة وفرصة تحلم بها أى فتاة ورغم أن عملى فى وظيفة بمرتب بسيط كان يفى باحتياجاتى فقد قمت بالحصول على إجازة من عملى لملازمة زوجى الذى عاد بعد سنوات الغربة ليقيم مشروعاً فى العاصمة، وكانت فترة الخطبة وجيزة حيث لم نكن صغاراً ولا داعى للتأجيل أو الأنتظار انشغلنا فيها بتجهيز شقة الزوجية وانهالت الوعود من خطيبى بأن كل المشاعر والهدايا المؤجلة ستتضاعف لى بعد الزواج وسيقوم بإسعادى بكل ما أؤتى من قوة، اكتشفت بعد الزواج بحجم المأساة التى أوقعت نفسى فيها عندما وافقت على ذلك الزواج من ذلك الشخص دون أن ادرسة بروية وتحت ضغط العنوسة وكلام الناس، فقد تبين أنه شخص كاذب بخيل لا مشاع لديه كذب على فى كل شىء تقريبا أدعى الفقر ليبرربخله، اكتشفت أنه مطلق أكثر من مرة وكل من تزوجته طلبت الطلاق بعد فترة وجيزة لسوء طباعه، وأسوأ من هذا كله أمه التى حولته لطفله أنانى لا يتحمل أى مسئولية وحبست ذلك الطفل داخل جسد له هيئة رجل،كانت تغار عليه من أى أمراة تسيطر عليه بشكل مرضى تلغى تفكيره وتعزله عن الآخرين داخل سياج بنته لتحسبه ويكون رهينة لها تزوجه وتطلقه كلما شعرت بتهديد من أى واحدة تدخل حياته بعد أن تعرضها لتعذيب نفسى شديد إضافة إلى طباعه، وبالطبع بعد اكتشافى لكل تلك المميزات ما كان منى إلا أن فضلت الطلاق وأثنتنى عنه عائلتى خوفا من كلام الناس وان اتحول من خانة العوانس لخانة المطلقات وهو توصيف أبشع من كل مساوىء زوجى وتحمل الحياة معه، اكتشفت أنه لا ينجب بعد عام عذبنى هو وامه باتهامى بعدم الإنجاب اثبتت التحاليل قدرتى وعجزه واكتشافى لزواجه من اكثر من سيدة أكد لى عدم قدرته وعرفت وقتها لما هو متمسك بى رغم حقده على بدون سبب إلا إنى أحظى بشخصية وذكاء وحياة اجتماعية أفضل مما حظى هو به،وبعد عام آخر من رفضه العلاج بدأت أعانى من التهاب فى الأذن الوسطى وعصب الفك والتهاب فى المعدة والقولون العصبى وتكالبت عليا الأمراض وبت أقضى كل وقتى فى عيادات الأطباء ولم يكن زوجى البخيل منعدم الشعور يبالى حتى اكتشفت أن لدى منيوما أو ورم ليفى وكم كانت سعادة زوجى باكتشافى لذلك اذا بات يحلم بان يتخلص منى بالموت وأن ينفى عن نفسه تهمة عدم الإنجاب ويلصقها بى كما فعل مع زوجاته السابقات، فى كل مرة كنت أمرض فيها كان أهلى يعتنون بى ويقومون بمساعدتى حتى أتماثل للشفاء فاذا عدت له عاودنى المرض، حتى تقرر إجراء جراحة لى يومها خرجت من منزل زوجى بصحبة والداى وودعنا عند الباب وعاد ليكمل نومه كان المطر ينهمر، قمت بعمل كل الاجراءات كانت نظرات الحزن بادية فى عينى والداى عندما ودعانى وأنا ادخل الجراحة كان هناك سلام داخلى يشملنى كنت اتمنى ان لا أخرج وأرى وجهه القبيح مرة أخرى جاء بعد خمس ساعات ليتفاجأ بخروجى حية، ولينشر عنى هو ووالدته أنى استأصلت رحمى طلبت الطلاق ولكن أهلى لم يدعمونى قالوا لى ضل راجل ولا ضل حيطة قاتل الله قائل هذه العبارة فالجدار يحمى ويستر أما هذا الكائن فهو لا يستطيع حماية نفسه حتى، مات من قلبى وسقط من نظرى منذ اكتشفت عيوبه، لكن بعد خروجى حية واستأصال ورمى الليفى اعتبرت ذاك الشخص ورما مزمنا علي التكيف مع وجوده مادمت لا أراه ولا أشعر بوجوده واصبحت زوجة ميت.