الخميس، 27 فبراير 2014

منيوما



تزوجت منذ ثلاثة أعوام واعتبر جميع أفراد عائلتى أن زواجى معجزة بعد أن تم إدراج اسمى بشكل كامل فى قوائم العوانس، وخاصة أن العريس كان بمقاييس الجميع لقطة وفرصة تحلم بها أى فتاة ورغم أن عملى فى وظيفة بمرتب بسيط كان يفى باحتياجاتى فقد قمت بالحصول على إجازة من عملى لملازمة زوجى الذى عاد بعد سنوات الغربة ليقيم مشروعاً فى العاصمة، وكانت فترة الخطبة وجيزة حيث لم نكن صغاراً ولا داعى للتأجيل أو الأنتظار انشغلنا فيها بتجهيز شقة الزوجية وانهالت الوعود من خطيبى بأن كل المشاعر والهدايا المؤجلة ستتضاعف لى بعد الزواج وسيقوم بإسعادى بكل ما أؤتى من قوة، اكتشفت بعد الزواج بحجم المأساة التى أوقعت نفسى فيها عندما وافقت على ذلك الزواج من ذلك الشخص دون أن ادرسة بروية وتحت ضغط العنوسة وكلام الناس، فقد تبين أنه شخص كاذب بخيل لا مشاع لديه كذب على فى كل شىء تقريبا أدعى الفقر ليبرربخله، اكتشفت أنه مطلق أكثر من مرة وكل من تزوجته طلبت الطلاق بعد فترة وجيزة لسوء طباعه، وأسوأ من هذا كله أمه التى حولته لطفله أنانى لا يتحمل أى مسئولية وحبست ذلك الطفل داخل جسد له هيئة رجل،كانت تغار عليه من أى أمراة تسيطر عليه بشكل مرضى تلغى تفكيره وتعزله عن الآخرين داخل سياج بنته لتحسبه ويكون رهينة لها تزوجه وتطلقه كلما شعرت بتهديد من أى واحدة تدخل حياته بعد أن تعرضها لتعذيب نفسى شديد إضافة إلى طباعه، وبالطبع بعد اكتشافى لكل تلك المميزات ما كان منى إلا أن فضلت الطلاق وأثنتنى عنه عائلتى خوفا من كلام الناس وان اتحول من خانة العوانس لخانة المطلقات وهو توصيف أبشع من كل مساوىء زوجى وتحمل الحياة معه، اكتشفت أنه لا ينجب بعد عام عذبنى هو وامه باتهامى بعدم الإنجاب اثبتت التحاليل قدرتى وعجزه واكتشافى لزواجه من اكثر من سيدة أكد لى عدم قدرته وعرفت وقتها لما هو متمسك بى رغم حقده على بدون سبب إلا إنى أحظى بشخصية وذكاء وحياة اجتماعية أفضل مما حظى هو به،وبعد عام آخر من رفضه العلاج بدأت أعانى من التهاب فى الأذن الوسطى وعصب الفك والتهاب فى المعدة والقولون العصبى وتكالبت عليا الأمراض وبت أقضى كل وقتى فى عيادات الأطباء ولم يكن زوجى البخيل منعدم الشعور يبالى حتى اكتشفت أن لدى منيوما أو ورم ليفى وكم كانت سعادة زوجى باكتشافى لذلك اذا بات يحلم بان يتخلص منى بالموت وأن ينفى عن نفسه تهمة عدم الإنجاب ويلصقها بى كما فعل مع زوجاته السابقات، فى كل مرة كنت أمرض فيها كان أهلى يعتنون بى ويقومون بمساعدتى حتى أتماثل للشفاء فاذا عدت له عاودنى المرض، حتى تقرر إجراء جراحة لى يومها خرجت من منزل زوجى بصحبة والداى وودعنا عند الباب وعاد ليكمل نومه كان المطر ينهمر، قمت بعمل كل الاجراءات كانت نظرات الحزن بادية فى عينى والداى عندما ودعانى وأنا ادخل الجراحة كان هناك سلام داخلى يشملنى كنت اتمنى ان لا أخرج وأرى وجهه القبيح مرة أخرى جاء بعد خمس ساعات ليتفاجأ بخروجى حية، ولينشر عنى هو ووالدته أنى استأصلت رحمى طلبت الطلاق ولكن أهلى لم يدعمونى قالوا لى ضل راجل ولا ضل حيطة قاتل الله قائل هذه العبارة فالجدار يحمى ويستر أما هذا الكائن فهو لا يستطيع حماية نفسه حتى، مات من قلبى وسقط من نظرى منذ اكتشفت عيوبه، لكن بعد خروجى حية واستأصال ورمى الليفى اعتبرت ذاك الشخص ورما مزمنا علي التكيف مع وجوده مادمت لا أراه ولا أشعر بوجوده واصبحت زوجة ميت.