الاثنين، 12 نوفمبر 2012

حلم رومانسى




انتظرت كثيراً أن يكون لى حبيب يحبنى بشغف ويعطينى من الحنان ما يبلل به قلبى العطش الظامىء للحياة ،حيث ولدت فى أسرة يكره كل فرد فيها الآخر ولم أذق للسعادة طعماً فى منزلنا أقصد ذلك المكان البارد الذى يعيش فيه مجموعة من الناس المتنافرين ،لذا رغم تشككى فى الحب واعتقادى أن مؤسسة الزواج مؤسسة فاشلة ،كان الجزء الحى منى مازال ينبض بالرومانسية كان يرغب فى شريك محب أردت التعرف على ما هو الحب لم أجده من امى أو أبى أو أخوتى أو لم أعتبر عراكنا الدائم على أتفه الأسباب والنقد اللاذع المهين الذى يوجهه أحدنا للأخر حباً كان كل منا لا يستريح إلا وهو فى معزل عن الآخر،لذا ظللت أتمنى اليوم الذى سأهرب فيه من مستشفى المجانين تلك كانت أيام كثيرة تمر ومع مرورها يزداد عطشى للحياة والحب لكنه لم يظهر ذلك الفارس صاحب الحصان الأبيض،وذات يوم كان الجو شديد البرودة وكانت كعادتى أبحث عن مواصلات لأصل لمنزلى بعد يوم عمل شاق وإذا بالمطر يهطل بغزارة من سماء ظلت ملبدة بالغيوم لفترة تبنىء أن المطر سيستمر بالهطول وظل الناس حولى يهرعون إلى أى مكان للإحتماء به إلا أنا كنت أقف متسمرة مكانى أستمتع بالمطر وأشاهد الناس وهم يجرون وكأن الحرب قامت وبينما أنا على هذه الحالة توقف أمامى بسيارته ظل ينظر إلى وأنظر إليه كانت عيناه جميلتان بل رائعتان كنت كالمغيبة مسلوبة الإرادة عرض على أن يوصلنى لمنزلى وينقذنى من المواصلات التى لن تصل أبداً،باستسلام عجيب وافقت وركبت بجواره وتركت رأسى يرتاح على مسند السيارة وعيناياى لا تفارقان المرآة المثبتة أمامى أنظر لفارسى المنقذ وبدأ الحديث يدور بيننا تحدثنا قليلاً أو كثيراً لا أدرى المهم أننا تواعدنا وفى المرة التالية صارحنى بأنه خاطب ولكنه يشعر نحوى بانجذاب لا أدرى لم صدقت تلك الترهات حول أنه مشفق على خطيبته من الصدمة وأنه سيحل كل شىء وعما قريب سنكون بمنزلنا المهم أنه غمرنى بدفئه وحنانه وظللنا على هذه الحال شهوراً لم أسأله يوماً ما نهاية علاقتنا كنت أخاف أن ينقطع ينبوع الحب الذى تفجر فى صحراء حياتى ،ثم أخبرنى أنه مسافر فى رحلة عمل قصيرة وبعد عودته سيرتب لزواجنا،بعد سفره كنت كالتائهة وجدت نفسى وحيدة مرة أخرى أعانى من الكآبة كنت قد نسيتها ونسيت المعتقل الذى أعيش فيه ونسيت عائلتى التى كانت تدفعنى للجنون بتصرفاتهم ،لاحظت صديقتى المقربة ما أنا فيه فحكيت لها للتسرية عنى عرضت على الذهاب لحفل زواج إحدى قريباتها فى البداية رفضت لكن تحت ضغطها و ضغط ما أنا فيه من اكتئاب آثرت أن أتواجد خارج منزل عائلتى لأطول فترة ممكنة وذهبت لحفل العروس متأبطة ذراع صديقتى أحاول أن أجاريها وهى تقص على كيف هبط هذا العريس على قريبتها كالملاك من السماء وأغدقها بالحب والهدايا وأمور أخرى شعرت وكأنها تتحدث عنى وعنه وزاد كلامها من حنينى واشتياقى له وجاءت العروس تتبختر فى فستانها بجوار فارسها وإذا به فارسى أنا الذى اعتقدت أنه مسافر فى رحلة عمل ،جلست مع صديقتى أمضغ الحسرة رأسى يكاد ينفجر وعندما تمالكت نفسى استاذنت وانصرفت أردت أن أبكى أو أن أصرخ لكن الدموع تجمدت وأنخرس صوتى وصلت منزلى فاذا بهم مشتبكين فى أحد تلك المعارك الضارية بين أخوتى كان يقذفون بالأشياء فى وجه بعضهم البعض لم أنبس ببنت شفه ولم ألتفت إليهم فقد كنت معتادة على ذلك وكنت صدمتى وحسرتى أكبر من محاولتى الفاشلة للتهدئة وفى طريقى لغرفتى جاءت تلك التحفة النحاسية التى جاءتنى كهدية ووضعتها فى ركن بالصالة حملها أحد أخوتى ليرشق بها الآخر وإذا بها تأتى لتصيب رأسى وتتلف العصب السمعى والبصرى معاً لم أحزن إلا لأن أخى الغبى لم يصيبنى فى مقتل الآن عرفت أنى مجرمة أستحق العقاب بالبقاء فى مستشفى المجانين اقصد منزلنا على أمل أن يغادروه هم فلم يعد هناك أى أمل لى بالمغادرة منه.                                                                                                         

هناك تعليقان (2):