الأحد، 18 نوفمبر 2012

بيت عروستى



كان لى عروس جميلة وأنا صغيرة كنت أحبها كانت هدية رائعة اشترتها لى أمى من مال أبى فقد أصبحت هدية من كلاهما كان لعروستى بيت لتنام فيه كان بيتاً صغيراً يناسب عروستى فيه غرفة نوم ومطبخ وحمام وصالة صغيرة كنت أهوى ترتيب منزلها وطى حاجياتها ووضعها فى دولابها وترتيب سريرها الذى قمت أنا بإفساد ترتيبه حتى أرتبه من جديد كنت آمل حين أكبر أن يكون لى بيت مثل بيت عروستى صغير لى وحدى لأعيش فيه،لكن بعض ما نتمناه لا يتحقق أبداً،كنت كأية فتاة تعتقد أن بيت والدها هو بيتها وأنها تستطيع اللجوء إليه فى أى وقت وأن تظل مقيمة فيه لو أرادت حتى الموت فهو مكانها الأول الذى حماها وستظل تحتمى به،ولم يكن لدى أية شكوك فى أن هذا البيت هو بيتى كنت أعشق ترتيبه كما عشقت ترتيب بيت عروستى وأنا صغيرة،وعندما كبرت تحول حلمى إلى بيت أسكن فيه مع فارس أحلامى وعندما أتى ظننت أنه أصبح لى بيتان بيت أبى وبيت زوجى فقد اصبحت عروس حقيقية ليس كعروستى لى بيت حقيقى،رتبت كل شىء في بيتى الجديد أصبحت مهووسة بتجميله وتنظيفه والاهتمام بكل تفاصيله،كنت أعشق كلمات الثناء من الآخرين على ذوقى فى هذا أو لاختيارى ذاك،أو لصنعى تلك الأمور التى تحتاج لمساحة كبيرة وتطبيقها فى مساحة صغيرة،كنت أظنه جنتى الأبدية،لكن القدر أراد أن يردنى مرة أخرى إلي بيت أبى، فقد مات زوجى فى حادث ووجدت نفسى لا أستطيع دفع إيجار منزلى ولم أجد أمامى غير العودة لمنزل أبى فقد كان كل أخ لى يقطن فى أحد طوابق المنزل،وظننت أن أبى سيبنى لى طابقاً لأعيش فيه ليكون لى بيت مثل أخوتى،إلا أن عائلتى كانت تخطط لتزويجى مرة أخرى ولم يخططوا أبداً أنى سأختار البقاء فقد اصبحت شخصاً لا مكان له بينهم ،تزوجت رجلاً أذاقنى صنوف الذل والهوان كان غيوراً متسلطاً بخيلاً ،لم أشعر وأنا فى بيته بأن هذا بيتى فقد كان البيت يخلو من معالم الحياة ممتلئاً بأثاث قديم والجدران متآكلة ،لم أكن أتخيل أنه سيأتى اليوم الذى سأسكن فيه مثل ذلك البيت أقصد القبر وخاصة أن زوجى لم يكن يحتمل فقد كنت أعيش معه ومع أولاده من زوجته السابقة التى فرت من عيوبه التى لاتطاق ولا يمكن التكيف معها أبداً،وكلما غضبت وفررت منه ردنى أهلى إليه فكيف أترك بيتى حتى مات والداى ولم أستطع التحمل طلبت الطلاق فقد كانت شقة والداى فارغة فقلت لنفسى سأتخلص من عذابى وسأرجع لبيتى الأول والحقيقى ،وعندما ذهبت إلى المنزل رفض أخوتى أن أدخله فقد باعوا المنزل بموجب توكيل من أبى وبتاريخ سابق لوفاته،حتى أثاث أمى باعه لم يتبق لى أى شىء إلا بيت عروستى الذى استنقذته من يد العمال وهم يلقون به بين بقية الأثاث فقد كان ملكى أنا ولا يحق لأخى منزوع الرحمة أن يستولى عليه هو الآخر ظننت أنه سيصطحبنى معه إلى منزل جديد أخبرنى أنه انتقل لشقة صغيرة فى مدينة أخرى حيث عمله الجديد،دس فى يدى بضعة آلاف من الجنيهات على أنها جزء من نصيبى وسيرسل لى الجزء الآخر بعد فترة حين يجنى أرباحاً من عمله الجديد،عرفت من لهجته أنها أخر نقود سأتحصل عليها منه وأنى لن أرى وجهه مرة أخرى ،كم كرهته فى تلك اللحظة فقد استولى على بيتى وباعه دون أخذ رأيى وأستغل موت أبى وشردنى فقد اصبحت بلا مأوى،ونظرت لما دسه فى يدى من نقود وظللت أفكر كم شهراً سأستطيع حل مشكلتى بهذه النقود ونظرت لبيت عروستى ولسان حالى يحسدها أن لها بيتاً فى هذا الزمان وأنها وجدت يداً ترحمها قبل أن تباع هى وبيتها .

هناك تعليق واحد:

  1. هو ممكن البنت توصل للحاله دى فى يوم من الايام
    فين الاخ الى هو السند والحمايه

    ردحذف