الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

أميرة الليل


أنها أميرة الليل والصباح مع أنى أراها بالنهار لكن الفرق أن أميرة النهار من المستحيل أن تكون ملكاً لى أما أميرة الليل فهى ملكاً خالصاً لى فهى من نسج خيالى لها عينان نجلاوان ووجه طيب هادىء وابتسامة ساحرة ملامحها وقسمات وجهها رقيقة وصغيرة كأنها طفلة لكن لها من قوة الشخصية مايجبرك على احترامها ويدخل فى قلبك هيبة لها، عشقتها عينياي منذ أن رأيت تأثيرها على كل من حولها، لكن الفرق بينى وبينها كالفرق بين السحاب والتراب، فبالرغم من وسامتى وذكائى إلا أنها مؤهلات لا تجعلنى فى مصاف من يستطيعون نيل قلبها فهى.....، آآآه إن قلبى يرفرف كالطير الذبيح عندما أذكر أسمها، كم أحبها، فهى تؤرق نومى وتزورنى فى أحلامى ، كم كنت أرجو أن أكون فارس أحلامها، أه لوكنت، لكنت قدمت لها نجوم السماء وفرشتها تحت أصابع قدميها الجميلة لتخطو خطواتها التى تمتلىء بالدلال، أننى أعمل أنا وهى فى نفس الشركة لكننى سائق فى الشركة التى تعمل هى موظفة ذات وضع هام، يحمر وجهى عندما أراها وكأنى فتاة عذراء، أنهم يقولون عنى أنى ممن لاتستطيع أنثى مقاومته، وأننى من أبناء الجان فلا تستعصى على أنثى، لكننى مع أميرتى هذه أكون فى وضع مختلف أننى أخاف أن تسمع دقات قلبى المتسارعة وخفقاته المضطربة، أخاف أن أنظر إلى عينيها فيفتضح أمرى، أعكس صورتها بالمرآة وأختلس إليها النظر، وأحتفظ بصورتها فى ذاكرتى حتى يأتى المساء فأذكرها وأظل أفكر فيها بعيداً عن كل البشر، ويأتى الصباح فأراها وتشرق شمس اليوم منذ لحظة رؤيتها لا أدرى لماذا تتسمر يداى فوق عجلة القيادة ولا أتحرك حتى أرقبها وهى تنزل من السيارة وتتحرك أمامى لأراقب خطواتها الرشيقة، أننى أحسد كل من يجالسها أو يتحدث معها، حتى أننى تشاجرت ذات مرة مع أحد الأشخاص لأنه لم ينتبه إليها وهى تعبر الطريق فتناثرت مياه الشتاء على طرف ثوبها، لقد شعرت لحظتها أنها نظرت إلى بامتنان وكأنها تشكرنى بعينيها، أقسم أنها كانت نظرة ذات مغزى ومن يومها وأنا أشعر وكأنها هى الأخرى ترقبنى فى المرآة وتبتسم لى خلسة من وراء زملائها ودون أن يشعروا، كدت أطير من الفرح وتلقفنى الليل بسحره وهوى بى إلى عالم الأحلام الممكنة والمستحيلة ، ووجدت أميرتى معى تقتنى بسحرها ودلالها كل ليلة، إلى أن جاء يوم وغابت فيه، وتوالت الأيام لم أستطع صبراً فسألت عنها فإذا بها فى إجازة وبعد أيام أشرقت شمس أيامى كانت مشرقة أكثر من عادتها نظرت إلى وابتسمت ابتسامة عريضة وطلبت منى الحضور إلى مكتبها فى تمام الساعة الحادية عشر ظهراً ، خفق قلبى وظل عقلى يدور وتدور داخله الأفكار هل ممكن أن تكون شعرت بى ،على الفور ذهبت لمنزلى لاستعد وأبدل ثيابى واشتريت باقة من الورد الذى يشبهها ، وقررت إنى سأصارحها إن لم تبدأ هى، عشت لحظات وكأن الكون يزفنى ويزغرد من حولى وطرقت باب المكتب فإذا حشد كبير وإذا بأميرتى تبتسم من بعيد وتأتى وهى تحمل طبقاً به حلوى وكوب عصير لتقدمه لى شكرتها وسألتها عن المناسبة، قالت بمناسبة عقد قرآنى وأرتنى الدبلة الماسية، مادت الأرض بى ووقعت باقة الزهر من يدى فجثت هى لتأخذها وقالت لى من أخبرك لقد كانت مفاجأة للجميع فقلت لها لقد شعرت أن اليوم لديك مناسبة خاصة فقررت أن أكون مستعداً نظرت هى لباقة الزهر ثم لى كانت نظرتها عميقة، وكأنها لمحت دمعتين توارتا فى زاوية عيونى وكادت أن تسقطا لولا أن كرامتى الجريحة حالت دون سقوطهما، أخذت الحلوى والعصير ومضيت لأحتفل وحدى بمأتم أميرة الصباح فلم يعد لى غير أميرة الليل لن يسلبها منى أحد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق