2)نجمتى المضيئة(النجم
القطبى)
هى أكثر النجوم لمعاناً أنها حقاً صديقة وفية
أراها فى ساعات وحدتى، وأثناء سفرى، وعند أنتظارى لحدث ما، وعند أصابتى بالأحباط،
أنها تحزن لحزنى فهى تغيب عن السماء وعندما أكون شديدة السعادة تكون هى شديدة
اللمعان، تقترب من القمر تداعبه وتدور حوله تسطع تارة عن شماله وتارة عن يمينه
ومرة ثالثة تداعبنى أنا لكى، أبحث عنها ببصرى فى السماء وتظهر فجأة فى أى مكان فى
السماء تكون مختفية فيه قبلاً، أنها تنبض بالحياة.
بالنسبة لى ليست نجمة فحسب أنها راقصة الباليه التى بداخلى تتراقص فى
السماء، تخطف الأبصار، يرفعها القمر حتى أعاليه، وتنزلق بهدوء فوق هلاله تداعبه
فيضحك ويمتع متأمليه وتغدو وتروح حوله فينظر لها بإعجاب يستمد منه الشعراء
والمحبين عبارات الغزل والحب، وتقف ساكنة فينظر إليها بعطف أبوى شديد يجذب إليه
المهمومين لمناجاته وبث همومهم وشكواهم، أنها من تتحملنى فى غضبى ولحظات يأسى
ووحدتى، أنها نجمتى ورفيقة وحدتى وصديقتى وأمنيتى أنها...أنها نجمتى.
3)دفتر مذكراتى
رفاقى السابقين كانوا رفقاء فى السماء أما هو
فرفيقى فى الأرض، أناجيهم فى نفسى، أما هو فأفرغ فيه ما بداخلى من شحنات تتشكل
صفحاته تبعاً لما بداخلى فهو شديد التواؤم معى إذا كنت سعيدة صبغت صفحاته بألوان
البهجة والفرح، وإذا كنت تعيسة رأيت صفحاته كئيبة قاتمة مملة، هو أغلى ممتلكاتى
يحمل ذكرياتى ومشاعرى وأحداث مؤثرة فى حياتى، هو حياتى، تاريخى، هو سنوات عمرى
بشقائها وسعادتها، هو أنا واهلى، أنا وأصدقائى، أنا وأعدائى، ربى وأنا، هو أحلامى
ما عاش منها أحتضنه وراقب مراحل تطوره، وما مات منها شهد مأتمه وحفل تأبينه، هو
لحظات حيرتى هو شاهد على تطورات لحقت بى عبر فترات حياتى، أحتضنه ما بين ضلوعى كما
تحتضن الم وليدها، فهو ضميرى الحى الدفين بين الضلوع، على صفحاته أُمنى نفسى،
أُونب نفسى، أُعذب نفسى وأجلدها، أكذب عليها وأُوهمها، واحياناً أكون شديدة
الصراحة معها، هو بيتى من الرمال على شاطىء البحر، أقرأه فأحمد الله على ما مر بى
من الكوارث وتحملتها أو مرت بسلام وكان الله سبحانه وتعالى واقفاً معى فيها،
وأحياناً ما أحاول تعديل مسار حياتى، وأحياناً ما يستبد بى القلق على نفسى،
وأحياناً ما أستغرق فى الضحك على نفسى، وأحياناً أجهش بالبكاء، لذلك فهو أغلى ما
أملك، هو شخصيتى وكيانى وتاريخى على ورق، سأموت أنا ويعيش الورق، ربما لو تركت
ثروة يرثها أهلى أو تركت أعمالاً سيئة أو جيدة ينسونها وينسوننى معها بمرور الوقت
أو ينسبها بعض الأشخاص لأنفسهم، هكذا هى الحياة يتكالب الأشخاص على اقتسام ما تركه
الميت إلا ديونه، ودفتر مذكراته الذى لا يستطيع أحد سلبه إياه لا فى حياته ولا فى
موته فهو قلب وعقل ووجدان كاتبه، هو حياة بعد الموت وروح بعد الفناء.
4)عروستى:-
أنها عادة كل الفتيات اقتناء العرائس ربما
لإظهار الدلال والدلع، فهذه طبيعة الأنثى تحرص فى كل ما تقتنيه أن تظهر دلالها
وأنوثتها، أما أنا فنظرتى لإقتناء العرائس مختلفة فهم الخيط الحقيقى الذى يربطنى
بأسعد فترات حياتى ويجعلنى أستردها فى خيالى ولو للحظات، فلقد اكتشفت أننى أعيش
حياتين مختلفتين، حياة تجرى بالزمن والأحداث والتطورات مثل أن يكون الشخص جنيناً
ثم مولوداً ثم طفلاً فمراهقاً فشاباً ثم عجوزاً وكهلاً وأخيراً يعود جنيناً ولكن
ليس فى بطن أمه ولكن فى بطن الأرض الأم الحقيقية لنا جميعاً، والحياة الأخرى يتوقف
عندها الزمن والحدث عند أكثر مراحل حياتنا سعادة وأحداث مرحة وزمن جمع بيننا وبين
أكثر الناس الذين آثروا حياتنا وأثروا فينا وأجتذبونا إليهم لنحبهم ونتمنى رؤيتهم
وأن نظل معهم إلى الأبد، وهذا ما اكتشفته بعد اكتشافتى لطفولتى التى ستظل كامنة
داخلى رغم مرور سنوات على تلك المرحلة، ودخولى مراحل أخرى فأنا أنجذب لمحلات لعب
الأطفال أكثر من محلات الاكسسوارات النسائية ومحلات أدوات التجميل التى تجتذب
الفتيات اللاتى يكن فى مثل سنى.
أننى أسائل نفسى كثيراً لماذا أفكر أحياناً
فى عدم الزواج طوال حياتى ولا أدرى سبباً لتلك الرغبة، بالرغم من أننى لست معقدة
من الفكرة ولكنى أدركت بمرور الوقت السر وراء تلك الرغبة، فأنا أعيش طفولتى ليس فى
ذاكرتى أو أحلامى فقط ولكن فى الواقع، فطفولتى حية تنبض بداخلى تتحرك فى وجدانى،
تتحكم فى أحاسيسى وتترك انطباعات لدى الآخرين، فأنا طفلة ولا أستطيع أن أكون طفلة
وزوجة أو طفلة و أم فى نفس الوقت، فمازالت فى كل طباع طفولتى وكلما حاولت التخلص
منها نهائياً أو كبتها طوال الوقت اخترقت المملكة الخاصة بعالمى السحرى فعاقبتنى
طبيعتى بأن تقع فريسة للأحباط والاكتئاب، لماذا لا نظل أطفالاً أو نموت ونحن
مازلنا اطفال فى طور السعادة والمرح، ألم يستطيع كل هذا العلم الذى توصل إليه
الإنسان والعلماء وخاصة من حصلوا على جوائز نوبل أن يخترعوا شيئاً يخفف من شقائنا
بأن يجعلنا سعداء بأن ظل أطفال فمهما كانت السعادة التى تنتظرنا بعد ذلك فهى سعادة
وهمية مؤقتة لا تساوى كم الشقاء الذى نتحمله ونعانيه من أجل تطورات هذه الحياة.
هذه هى أشيائى الصغيرة التى ترافقنى والتى
بها لا أكون وحيدة أبداً وهى تتواجد معى فى كل وقت وفى كل مكان وكلما احتجتها
وجدتها وبدونها أشعر بالوحدة القاتلة، فهذه الأشياء الصغيرة هى محور الارتكاز،
أهرع إليها لأقوم بعمل توازن نفسانى داخلى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق