"لما قالوا ده ولد اتشد
ضهرى واتسند، ولما قالوا دى بنية اتهد سقف الدار عليا"، فى تراثنا الشعبى
عرفنا كتير من الأغانى الفلكلورية والأمثال الشعبية اللى بتمجد خلفة الولد وتعتبر
خلفة البنت ابتلاء، وده رغم ان الاسلام جه هدمه والقراءن الى بيقروه الناس بيوضح
بشاعته، ورغم الثقافة والتعليم والبدل الشيك والسفر وغيره وغيره من حاجات الناس
المفروض اتطورت فيها، لكن لسه بيعتبروا ان خلفة الولد افضل من البنت وان اى ولد
مهما كانت عيوبه افضل من اى بنت مهما كانت مميزاتها ، إلا من رحم ربى طبعا وقبل ما
تقولوا لا مابقاش حد يفكر كده هاقولكم لا انا كنت مفكرة ان اللى بيفكروا كده
انقرضوا لحد ما بابا صدمنى وانا باحكى له عن حد باستهجان شايف ان خلفة البنات دى
هم واتجوز على مراته عشان يخلف ولد مراته الجديدة راحت خلفت له بنت قام طلق
الاتنين، وانه حد زى ده لازم يتحاسب على افعاله وغبائه، ورد بابا الرد الصادم لا
الولد امتداد ابوه الطبيعة حكمت واقتضت كده لكن البنت عمرها ما تكون امتداد
لابوها، الدنيا دارت بيا بصراحة وسالته ليه قالى الولد هيخلف واولاده هيشيلوا اسمى
ويبقوا ذكرى ليا اما البنت هتروح تخلف عيال لعيلة تانية ويشيلوا اسم راجل تانى.
عشان بس كده يابابا انا ما انفعش اكون
امتدادك، ليه يا بابا مش انت اللى علمتنى أنه يوم ما اتوجدت فى رحم امى ربنا تعهد
أنه هيكون فى عونك، وانا جنين اربعين يوم وقال لأخويا كن فى عون ابيك، ومعونة ربنا
احسن من معونة العبد، مش انتى اللى علمتنى ان تربية بنتين وتاديبهم وتعليمهم هيكون
ليك ستار من النار يوم القيامة وانت معدى من على الصراط، عشان كده طول عمرى كنت
حريصة اكون مؤدبة والناس تقول ونعم اللى ربى وانتى قلت لى انى عندك بمية ولد، مش
انتى اللى قلت لى ان تفوقى ونجاحى بيرفع راسك وان حصولى على الماجستير والدكتوراه
كانوا احلى يوم فى عمرك، طيب والرسايل العلمية اللى شايلة اسمى واسمك ما انت اللى
شجعتنى وعلمتنى وصرفت عليا والعلم ده لو انتفع به احد هيكون صدقة جارية بعد موتى
وموتك، مش انتى اللى علمتنى أن البر مش الطاعة ولا خدمة الأب والأم لكن بالدعاء
وبادعيلك بالرحمة والمغفرة انت وماما عقب كل صلاة، مش انتى اللى علمتنى اخراج
الصدقات وبالذات الجارية فهتفضل فى ميزان حسناتنا احنا الاتنين، لانك علمتنى ان انا
ومالى لابى، يابابا بعد موتك مش هينفعك اسمك ولا عدد احفادك هينقطع عملك الا من
ثلاث ولد صالح يدعو لك وعلم ينتفع به وصدقة جارية والثلاثة انا عملتهم وفى نيتى
يتحطوا فى ميزان حسناتك وميزان حسنات امى وميزان حسناتى لا اسمك هينفع ولا احفادك
هينفعوك، يابابا لما بتتعب قلبى انا بيتقطع عليك ودموعى ما بتنشفش الا لما تخف،
لماباشوفك بتضحك قلبى بيفرح وباعتبرك اهم وافضل راجل فى حياتى ، وكل اللى عملته فى
حياتى عشان تكون انتى فخور بيا وبعدها تقولى انى مش امتدادك عمربن الخطاب وئد بنته
حية وكانت تمسح عن لحيته التراب وهو يحفر لها قبرها، وده كان فى الجاهلية وظل عمر
نادما على ذلك وانت بكلمتك دى وئدتنى حية وخليت كل اللى عملته وباعمله عشان اسعدك
مالوش اى وزن جنب ان اخويا خلف ولد وهيشيل اسمك، يابابا كتبى ومؤلفاتى الجاية باذن
الله هتشيل اسمى وتخلد اسمك معايا لحد يوم القيامة، اما احفادك واحفادهم دا لو فضل
احفادهم يستخدموا اسمك هيعيشوا مية او مائتين او ثلاثمائة سنة، يابابا افتكرت وانت
مثلى الأعلى انك غير جدى وهتعتبر أن امتدادك مش على اساس النوع لكن على اساس اللى
يسعد قلبك وينفعك بعمله الصالح وبخلقه بين الناس وبعلمه فى الدنيا والآخرة هو ده
امتدادك ، عارفة انك بتحبنى ومش بانسى حنيتك ولا دعمك ليا بس الكلمة كانت صعبة اوى
لو تعرف قد ايه باحبك يابابا وكل نجاح وكل جهد بابذله بابقى بس عاوزة افرحك انتى
واخليك فخور بيا ماكنتش قلت انى مش امتدادك ولكل اب راجع نفسك لو ده تفكيرك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق