نعم أحبها تنساب كالدم بين شرايينى، كالماء تترقرق فى جدول صغير يحوطه الخضرة من كل جانب، أن أردت أن اختم حياتى لايسعنى ألا أن تكون أنا وهى ، أن ذهبت ذاكرتى أدراج الرياح فأرجو أن تظل هى الجزء الذى لا يضيع، عندما أكون أنا وهى أجدنى فى قمة الراحة والمتعة، تحرك الحزن والشجن وتمتصه كأسفنجة تحتفظ بكل ما تجده وتحفظه داخلها، تضحكنى، وتشعرنى بالنشوة، تجعلنى أجوب بخيالى هنا وهناك، أكون ألف أنسان، أسافر وأرحل وأنا مكانى، أرى ما بداخلى وهو عالم كبير فيه فضاء فسيح، هى ملعبى منذ وعيت على هذا العالم، تعطينى المساحة لأرسم عالمى الخاص، فما يتحقق فى الواقع يتحقق وما لا يتحقق ينكسر فى واقعى على صخرة اليأس، فتلتقط فتاته وتنسج منه ركن فى عالم أحلامى لتسعدنى، تفرش الأض عشباً والسماء زرقة، تصنع لى بحراً ونهراً، اشتم رائحة الغابات والوديان وعيون الماء، تفرغ ما فى جعبتى من أسرار وأساطير وحكايا فى الماضى والحاضر، أهرب فى أحضانها من مستقبل أجهله، تخفف من كآبتى واكتئابى، بل تزيل توترى، تجعلنى بطلة، قديسة، ووضيعة، وعربيدة،وملاك ، قاسية وحنون، متعاطفة وشريرة، كئيبة ومضحكة، تخيلوا تجرعنى كؤوس الخمر التى لم أشربها فى حياتى، وتدخلنى الحانات، أتعرض للضرب وللمهانة وأقتص لنفسى ولم يلمسنى بشر ولم ألمس بشر تجعلنى أنجب الأولاد وأرعاهم وأعانى من قسوتهم، أعرف معها الثراء الفاحش، والفقر المدقع، أشع معها بقسوة برودة الشتاء فى عز يونيو، وحر الشمس ونسيم البحر وهوائه العليل فى عز يناير، تجعلنى طفلة أملك كل الألعاب، وأصنع بيتاً ثم أهدمه كيفما شئت، هى لا تتعب من مكنونات نفسى، أو شهوة روحى ما على سوى أن أتخيل ووأرسم من خلالها ألف حياة، استطيع أكون وزيرة أو نجمة مجتمع أو أكون متسولة، ارتشف أكواب القهوة أو الكاكاو الساخن لكن لا أريد التنبه فمعها ما أحلى أن أغرق فى خيالاتى، تجعلنى أكره كل ما سواها حين تثقل على الدنيا أهرب من أعمالى المنزلية المملة ومن عملى الكئيب وأكون هناك معها فى ذلك الركن الهادى حين انسج خيوط الشمس وانثر فضة القمر، واعتلى مقعدا فوق النجوم ، منذ كنت فى الثامنة وهى رفيقتى، أحكى لها كل سر حملته، اهرب بها من أحزانى لأضحك ولأفرح، تشغلنى عن الرفيقات والأحباء والأصدقاء ، كم أتمنى أن أفرغ يوما من كل ما يشغلنى عنها وأقضى معها معظم أوقاتى فلقد اكتشفت أنى أحب الكتابة منذ الصغر وأرغب أن أظل أكتب حتى لو لم يقرأ لى أنسان يكفينى متعة عشقى للكتابة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق