اليوم هو حفل زواج أخى الأصغر الذى ولد على يدى وساعدت أمى فى تربيته، وصلتنى الدعوة بالبريد وكأنى غريبة، منذ ماتت والدتى وحتى قبل موتها بفترة وأخوتى توقفوا عن السؤال عنى، انفصلت عن منزلنا منذ طلاقى من زوجى الذى تزوجته إرضاءً لوالدى رحمه الله وحتى لا أعوق زواج أختى التى تلينى بسبب عدم زواجى وحاولت الاستمرار فى زواجى رغم التناقضات التى كانت أكبر من أن تعالج فى زواجى ولكنى فشلت، ومنذ طلقت والعائلة تتجنبنى ولا ألوم أى فرد فى عائلتى على ذلك، وآثرت أن أظل بعيدة عن منزلنا، الذى كان يعيش فيه كل فرد حياة منفصلة فلم أشعر أبداً أن لى أسرة مترابطة متحابة، حتى أننا كنا نعرف أخبار بعضنا بالصدفة بل كان أصدقاؤنا يعرفون عنا أكثر مما نعرفه عن بعضنا، لا أدرى خطأ من هذا الوضع.
لكنى كلما دخلت واحد من منزل أياً من صديقاتى تحسرت على الوضع فى منزلنا، حيث دائماً ما كنت أشعر أن هناك ترابطاً أسرياً وخيطاً قوياً متيناً يربط كل صديقاتى بعائلاتهم وبالرغم من كل محاولاتى لتصحيح الوضع داخل منزلى إلا أنها باءت جميعها بالفشل بل أعتقد أخوتى أننى أحاول التسبب فى مشاكل لهم والسيطرة عليهم وقابلوا كل محاولاتى بالرفض التام حتى أن أمى نفسها كانت تهاجم محاولاتى لأسباب لم أفهمها، ولأنى عشت فى منزلنا وحيدة غريبة لا أجد من أحدثه عن نفسى، ولا أجد من يستمع إلى فلم أتأثر كثيراً عندما طلقت عشت وحيدة وتجنبتنى عائلتى، بل يمكن القول أننى آثرت أن أعيش وحيدة داخل منزل لى أستأجرته، وعشت حياة هادئة كنت قد تعودت عليها وأنا فى منزل عائلتى فقد كنت آكل وحدى وأنام وحدى وأخرج للتسوق وحدى وحتى فى لحظات المرض كنت أعتمد على نفسى فى تمريض نفسى أو بعض الصديقات المقربات.
لم تجمعنى بأخوتى سوى مناسبات قليلة كانت رسمية، تبادلنا التحيات والقبلات والأحضان الباردة وجلس كل منا فى مكان بعيد عن الآخرين حتى أننا كنا نتجنب النظر لبعضنا البعض، كنت أجلس وحدى كثيراً أبكى وأنا فى منزلنا وحتى عندما طلقت وعشت فى منزل منفصل، كنت أبكى ليس عليهم بل على حياة أسرية لم أعشها قط، وكل ما كنت أتمسك بزوجى لأجله هو تعويض ما فاتنى أن أعيشه داخل منزلنا لكنه لم يساعدنى، فقد كان يشبه عائلتى.
المهم ارتديت ملابس السهرة وخرجت من منزلى لحضور حفل زواج أخى الأصغر، ذهبت وحدى بلا فيق، فلم أجد من يرافقنى وخشيت دعوة إحدى الصديقات حتى لا يتضايق أخوتى، كنت أرغب أن استعيدهم الليلة بقوة وأن أصنع رباطاً عائلياً يجمعنا سوياً بقية العمر، دخلت القاعة واستقبلنى والد العروس ووالدتها لم أكن قابلتهم من قبل، ومن الواضح أن ذكرى لم يأت على لسان أخى حتى أننى ذكرت اسمى رباعياً فلم يفطنوا لتشابه اسمينا أنا والعريس وأجلسونى على مائدة وسط مجموعة من الناس الذين لا يعرفوننى ولا أعرفهم ولا أعرفهم، قبعت فى مكانى بهدوء وانتظرت قدوم أحد أخوتى فجاء أخى الأوسط وزوجته وأختى الوسطى والصغرى وأزواجهم، اتجهت اليهم آملة أن يفسحوا لى مكاناً بينهم حتى أتخلص من الغربة الفظيعة التى استشعرها بجوار من كنت أجلس معهم وخاصة أن مائدتهم كان بها كرسى شاغر حول مائدتهم، ذهبت أفتح أحضانى لمعانقتهم فمد كل واحد منهم يده لمصافحتى من على بعد وهو جالس مكانه، قلت لهم (ثوانى سأحضر حقيبة يدى لأجلس معكم)، اعتذروا معللين أن الكرسى محجوز لأخت العروس.
شعرت كأنى طعنت اعتذرت وشكرتهم وانسحبت وأنا أترنح من صدمة الاستقبال، تذكرت كم من المرات حممتهم، رتبت فراشهم ومكاتبهم، وجهزت لهم الطعام، وغسلت لهم الملابس وكويتها، كم مرة مرضتها وأمى نائمة، كم مرة نسى الجميع أعياد ميلادهم إلا أنا كنت دائماً أجهز الهدية قبل موعد عيد الميلاد، كم مرة وقفت فى صفهم مدافعة عنهم أمام والدينا، وكم مرة وقفت حائلاً بينهم وبين عصا والدى، عدت إلى مكانى جلست وغصت فى الكرسى لم أدرك أن دموعى تتساقط بغزارة حتى أفسدت زينتى لم أفق إلا على طفلة تشبهنى فى الملامح تبتسم لى من بعيد دعوتها فجاءت بخطوات مترددة داعبتها وسألتها عن اسمها فاكتشفت أنها ابنة أختى ولا تعرف أنى خالتها، وسألتنى هل تقربين لنا يا سيدتى فأنت تشبهين أمى وخالتى (قلت لها لا لست قريبة أحد إنما دخلت القاعة بالخطأ) وقمت لأنصرف فقالت لى لكنك تشبهينهم تعالى لترينهم بنفسك كأنك خالتى، قلت لها(لا يا عزيزتى إنه مجرد تشابه مجرد تشابه فقط) وانصرفت.
المهم ارتديت ملابس السهرة وخرجت من منزلى لحضور حفل زواج أخى الأصغر، ذهبت وحدى بلا فيق، فلم أجد من يرافقنى وخشيت دعوة إحدى الصديقات حتى لا يتضايق أخوتى، كنت أرغب أن استعيدهم الليلة بقوة وأن أصنع رباطاً عائلياً يجمعنا سوياً بقية العمر، دخلت القاعة واستقبلنى والد العروس ووالدتها لم أكن قابلتهم من قبل، ومن الواضح أن ذكرى لم يأت على لسان أخى حتى أننى ذكرت اسمى رباعياً فلم يفطنوا لتشابه اسمينا أنا والعريس وأجلسونى على مائدة وسط مجموعة من الناس الذين لا يعرفوننى ولا أعرفهم ولا أعرفهم، قبعت فى مكانى بهدوء وانتظرت قدوم أحد أخوتى فجاء أخى الأوسط وزوجته وأختى الوسطى والصغرى وأزواجهم، اتجهت اليهم آملة أن يفسحوا لى مكاناً بينهم حتى أتخلص من الغربة الفظيعة التى استشعرها بجوار من كنت أجلس معهم وخاصة أن مائدتهم كان بها كرسى شاغر حول مائدتهم، ذهبت أفتح أحضانى لمعانقتهم فمد كل واحد منهم يده لمصافحتى من على بعد وهو جالس مكانه، قلت لهم (ثوانى سأحضر حقيبة يدى لأجلس معكم)، اعتذروا معللين أن الكرسى محجوز لأخت العروس.
شعرت كأنى طعنت اعتذرت وشكرتهم وانسحبت وأنا أترنح من صدمة الاستقبال، تذكرت كم من المرات حممتهم، رتبت فراشهم ومكاتبهم، وجهزت لهم الطعام، وغسلت لهم الملابس وكويتها، كم مرة مرضتها وأمى نائمة، كم مرة نسى الجميع أعياد ميلادهم إلا أنا كنت دائماً أجهز الهدية قبل موعد عيد الميلاد، كم مرة وقفت فى صفهم مدافعة عنهم أمام والدينا، وكم مرة وقفت حائلاً بينهم وبين عصا والدى، عدت إلى مكانى جلست وغصت فى الكرسى لم أدرك أن دموعى تتساقط بغزارة حتى أفسدت زينتى لم أفق إلا على طفلة تشبهنى فى الملامح تبتسم لى من بعيد دعوتها فجاءت بخطوات مترددة داعبتها وسألتها عن اسمها فاكتشفت أنها ابنة أختى ولا تعرف أنى خالتها، وسألتنى هل تقربين لنا يا سيدتى فأنت تشبهين أمى وخالتى (قلت لها لا لست قريبة أحد إنما دخلت القاعة بالخطأ) وقمت لأنصرف فقالت لى لكنك تشبهينهم تعالى لترينهم بنفسك كأنك خالتى، قلت لها(لا يا عزيزتى إنه مجرد تشابه مجرد تشابه فقط) وانصرفت.