الجمعة، 12 أبريل 2013

فى ذكرى زواجها

فى مثل هذا اليوم ظنت أنها عبرت من مرحلة فى حياتها إلى مرحلة أخرى، ظنت أنها معه ستلملم كل ما تساقط من أحلامها وتجبر كل ما تكسر من عظامها على صخور الإحباط واليأس، لكنها بعد عام مر شعرت بخيبة الأمل ، مازالت تحتفظ بلقب عانس بينها وبين نفسها، لكن الحالة الاجتماعية فى بطاقتها تغيرت من عانس إلى زوجة، تنظر حولها فى جدران منزلها البارد الذى حاولت إشاعة الدفء والحب فيه، كانت تريد أن تخرج كل رومانسيتها الدفينة معه وتذوب معه فى حب يقويها ويدعمها لتستطيع أن تجابه مصاعب الحياة، لكنه نسى فى عام واحد نسى عيد مولدها ونسى عيد زواجهما ونسى وجودها ، استيقظت وداخلها فراغ سحيق، نظرت لأوراق النتيجة ظلت تدعو أن يتذكر حتى لكنه لم يتذكر، كل ما تذكره أنه سيتخلص منها بعد أيام حيث ستعود لمكانها ، كانت الفرحة تتقافز فى عينيه عندما أبلغته بالخبر قالت له بصوت تذبحة المرارة واليأس والفشل(وجودى هنا زى عدمه سأعود إلى بلدتى وأهلى لم يرجوها لتبقى)، لم يحاول استبقائها بل دعمها بقوة فى قرارها شعرت بأن روحه أصبحت خفيفة كأنه عصفور تحرر من قفصه، أما هى فشعرت أن فرحته لفراقها سكين تلم ذبحها به، لم تبخل عليه بشىء ، فقد كان أول رجل فى حياتها بعد طول انتظار، ظلت عام بالكامل تتفنن فى إرضائها فهى مازالت تأخذ مصروفها من أهلها حتى لا يرفض وجودها فهى تعرف استماتته فى حب المال، وتقبع فى المنزل طوال يومها تنظف له وتطهو وتنتظره ليتناولا طعام الغداء فينام هو أو يشاهد التلفاز وتظل هى وحيدة، بعد عام اكتشفت أنها تخلصت اسمياً من لقب عانس ولكنها مازالت عانس ، ولكنها ليست ذات العانس الطموحة المتفتحتة التى تأمل فى غد أفضل، دفعها المجتمع لتكون أمرأة لرجل يقتلها معنوياً كل دقيقة ، لا يشعر بها ولا يريدها ولا تفهم هى لما ارتبط بها، والكارثة هى أن المجتمع وشبح الظلم الذى سيطاردها هو من يدفعها للاستمرار ، انتظرته ليكون داعماً، ليكون مكافأة لصبر السنوات، ليروى ظمأ المشاعر العجاف، ليكون الربيع الذى سيحل بعد طول فصل الشتاء، لكنه سقط وتساقطت أوراقها التى أذبلها اليأس والأسى على ذاتها، هاهى قد أرضت ربها وأهلها ومجتمعهان ومازالت مضطرة للصبر أملا فى حدث سعيد خاصة بعد أن عرفت أنه لا مجال لإنجاب طفل ، وكان الحياة ضنت عليها بأى سعادة من أى نوع، فى هذا اليوم قررت أن يكون مجرد ورقة واسم ليس إلا وستمضى قدماً فى حياتها وحيدة ، كانت عانس ولا يعرف الآخرون سر عنوستها ولكنها كانت تعرف أنها تنتظر المناسب، الآن الجميع يعرفون أنها تزوجت ولا تعرف هى لماذا ستكمل بقية حياتها عانساً ووحيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق